مغربنا 1 جريدة إلكترونية مغربية


حوار افتراضي مثير ومستفز بين كورونا والأرض

Maghribona1 Maroc

الأرض: أهلا بك فيروس كورونا الصديق اللدود المرعب.

فيروس كورونا: وكيف لي ذلك؟

الأرض: أتيت وأرعبت البشرية وجرحت منهم الكثير ومات منهم الآلاف فكيف لا تكون مرعبا.

فيروس كورونا: إنني آية من آيات الله في الكون، واني أمرت بان أجتاح العالم عندما ظهر الفساد، لقوله تعالى: (ظهر الفساد في البر والبحر بما كسبت أيدي الناس ليذيقهم بعض الذي عملوا لعلهم يرجعون.

قل سيروا في الأرض فانظروا كيف كان عاقبة الذين من قبل كان أكثرهم مشركين) (الروم – الآيتان:41-42)، فكلما عبث الناس في خلق الله يرجع عليهم بالضرر والعقاب والبلاء.

الأرض: نعم صدقت، ونعم بالله، الحمد لله الذي جعلك ضارة نافعة، اتيت بشهور قليلة وعملت فارقا كبيرا، فقد نفعت بقدومك وأرحتني.

فيروس كورونا: وكيف أرحتك؟

الأرض: إنني أصبحت أتنفس على الأقل لفترة من الزمن، فقد أغلقت المصانع، وأغلقت الحدود، وعطلت حركة السيارات وعوادمها المزعجة، وقللت من حركة المرور الكثيفة، وتعطلت حركة الطيران، فقد جعلت أعلى المناطق الصناعية تلوثا في الصين تتمتع بهواء نظيف بنسبة 21.5% منذ شهر فبراير الماضي، وأصبح هناك انخفاض حاد في انبعاثات ثاني أكسيد النيتروجين التي تطلقها السيارات ومحطات الطاقة والمنشآت الصناعية، فقد زادت نسبة الأكسجين في الجو وأصبح أكثر نقاء، وتعافى الأوزون والخبراء يقولون إن لديه القدرة على أن يتعافى تماما وبشكل كامل، وشهد انخفاضا في درجة الحرارة بعد ما كانت مرتفعة جدا، كما عادت الحياة البحرية لرونقها فالشعب المرجانية رجعت إلى طبيعتها الخلابة، والنباتات أصبحت زاهية وأكثر تنفسا، وكل أبنائي البشر الصالح والطالح في المنازل محجورون، فقد أوقفت الفعاليات المرهقة وسلوكياتهم الخاطئة، لم يعد هناك تلوث على الأرض ولا فوق الأرض ولا تحت الأرض، إنني منذ زمن وأنا في كرب الثلوث، فالناس يلوثون دون ضمير، ويرمون المخلفات بأنواعها في البحر…، لم يكن أحد يبالي بي وأنا الأم الحاضنة ولؤلؤتهم الزرقاء، فسبحان الله رب السكون والهدوء، وسبحان الله الذي وسعت رحمته كل شيء.

فيروس كورونا: نعم، لقد ارسلني الله للظالم الكافر وابتلاء للمؤمن، وحدث آخر الزمان، ولن أخرج إلا بإذن الله ورحمة منه لعبيده.

الأرض: إن الأمانة لشيء عظيم لقوله تعالى: (إنا عرضنا الأمانة على السماوات والأرض والجبال فأبين أن يحملنها وأشفقن منها وحملها الإنسان إنه كان ظلوما جهولا) (الأحزاب -آية: 72)، أسأل الله الهداية لبني البشر وأن يحفظهم من كل سوء، ويرفع المؤمن علوا في دينه وعلمه وخلقه، وليبارك الله في المتقين الصابرين على البلاء ولسانهم لايزال رطبا بذكر الله.

Maghribona1 Maroc



شاهد أيضا

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.