مغربنا 1 جريدة إلكترونية مغربية


اتهامات لـ”ألزا” بشراء خردة لنقل ساكنة البيضاء ومطالب بفتح تحقيق في الموضوع

Maghribona1 Maroc

كما كان متوقعا فازت الشركة الإسبانية “ألزا” في ظروف يكتنفها الغموض وعلامات استفهام كثيرة بصفقة تدبير النقل الحضري بواسطة الحافلات لمدينة الدار البيضاء .

والخطير في الامر وفق العديد من المراقبين ؛ بعد أن اغدقت جماعة الدار البيضاء على هذه الشركة ما يناهز 150 مليار سنتيم من أموال دافعي الضرائب لاقتناء الحافلات الجديدة التي ستجوب العاصمة الاقتصادية انطلاقا من السنة المقبلة  ؛ قامت ايضا بتمويل حافلات مهترئة اقتنتها شركة الزا من “خردة” أوربا والقيام بطلائها في انتظار إعادة تشغيلها بشوارع مدينة البيضاء، في أكبر فضيحة تعرفها عاصمة المال والأعمال في السنوات الأخيرة حسب توصيف عديد المراقبين.

الصحافة الوطنية بدورها كشفت انه خلال الأيام القليلة المقبلة سيجد البيضاويون أنفسهم أمام حافلات سبق استعمالها من طرف مواطنين أوربيين خلال السنوات الماضية حتى انتهت صلاحياتها (totalement amortie)، بنفس المقاعد والمقابض والمعدات التي استعملها   إيطاليون وهولنديون وفرنسيون حتى تلاشت، وأضحت “خردة” .

وتساءلت ذات المصادر الصحفية عن حجم الاهانة التي ألحقتها الجماعة الحضرية للبيضاء بمواطنيها لأجل تمكين شركة أجنبية من زهاء من 120 مليون درهم من جيوب الشعب المغربي لتمويل صفقة الحافلات الخردة والتي اقل ما يمكن أن يقال عن خدمتها انها حاطة بكرامة المواطن المغربي ، زد عليها الأرباح التي سوف تجنيها ألزا من استغلالها والتي ستمول بمداخيلها برنامجها الاستثماري المتمثل في 350 حافلة جديدة مقابل اقتناء جماعة الدار البيضاء ل350 من ميزانيته   ..متسائلة ماذا كان سيحصل لو قام مسؤولون ببلديات فرنسا، أو هولندا، أو ألمانيا، أو سويسرا، باستقدام حافلات قديمة من كندا، أو أمريكا، أو أستراليا، وأعادوا “صباغتها” وأدخلوها إلى خدمة النقل العمومي.

وأضافت ” لو حصل هذا بالدول الأوربية لوقعت ضجة سياسية كبرى بهذه الدول ولظهرت مسيرات واضرابات واعتصامات ومطالبة للمسؤولين بالاستقالة والرحيل ولقاموا برمي هذه الحافلات في وجوه من تجرؤوا على امتهان كرامة مواطنين كاملي المواطنة يدفعون واجباتهم إلى الدولة في شكل ضرائب ورسوم، مقابل خدمات عمومية ذات جودة عالية.

وأخطر ما تنطوي عليه هذه الفضيحة هو قيام عمدة البيضاء بمعية نوابه بدفع ثمن 400 حافلة من خردة أوروبا مقابل أزيد من 40 أو 50 مليون سنتم لكل حافلة من جيوب دافعي الضرائب ؛ في حين أن قيمتها الحقيقية  تقدر من 4 الى 5 ملايين سنتيم للواحدة ، ما يطرح تساؤلات  عريضة : عن مصير فارق الثمن ؟ وهل هي طريقة جديدة لتهريب أموال الشعب بالعملة الصعبة ؟ علما  أن هذه الحافلات المهترئة ستنتهي صلاحيتها بعد سنة من إعادة استعمالها بشوارع البيضاء ومن ثمة وضعها في مرآب المتلاشيات ؛

فهل تحول المغرب الى مطرح أو مقبرة لمتلاشيات أوربا ؟ وهل ستقوم الجماعة الحضرية بالبيضاء باستيراد متلاشيات أخرى من خردة أوربا بعد وضع المشتريات الحالية في مطرح النفايات بعد ان تكون قد كبدت مالية الشعب المغربي ثمنا باهضا والحقت اضرارا جسيمة بالبيئة  .

إذ لا ينبغي التزام الصمت حيال هذه الكارثة و يستلزم من مؤسسة البرلمان بمجلسيه أن تتحرك بشكل فوري وتحدث لجان لتقصي الحقائق حول هذه الكارثة ومساءلة المسؤولين المتورطين فيها خصوصا وأن الأمر لا يحترم لا ضوابط البيئة ولا ضوابط الحكامة التي طالما نبهت إليها أعلى سلطة في البلد، وضمنتها في خطاب رسمي تُلي أمام المؤسسة التشريعية في أكتوبر 2013.

رواد مواقع التواصل الاجتماعي ومهتمون بالشان العام حذروا من سياسة الجماعة الحضرية بالبيضاء التي قالوا ان عمدتها أغرق المدينة في “مزبلة” من المتلاشيات وكأنه يريد ان يفرض سياسة الأمر الواقع على ربع سكان المغرب الذين تحتضنهم العاصمة الاقتصادية في الوقت الذي كان أمامهم أربع سنوات كاملة لإعداد دفتر تحملات جديد بمواصفات يتيح المنافسة لجميع الشركات الوطنية  وطلب عروض دولي لتعويض شركة “مدينة بيس”، التي كان الجميع يعرف أن عقدها سينتهي في 31 أكتوبر 2019؟

لقد سقط اعضاء مجلس جماعة البيضاء في الامتحان وسقوطهم هذا يكلف اقتصاد المغرب ثمنا باهضا ويهين المواطن البيضاوي والمغربي ويحطم كرامته بقرارات لا ندري من اي مزبلة نهلوا منها .

إلى ذلك ؛ تمت معاينة عدد من حافلات مدينة خريبݣة تجوب بشوارع البيضاء ؛ وهي ذات الحافلات التي كان قد اشتراها المكتب الشريف للفوسفاط وأهداها لجماعة خريبݣة قصد تعزيز شبكة النقل الحضري بالمدينة؛ إذ أن الجماعة بدورها كانت قد سلمتها بدورها لفرع شركة ألزا بمدينة خريبݣة؛ ما يطرح تساؤلات منطقية ، ينتظر الرأي العام أجوابة مقنعة لها : ماذا تفعل حافلات خريبگة بالبيضاء ؟

وكما جاء في مقالات إحدى الصحف الوطنية “إن التاريخ لن ينسى أن مسؤولي البيضاء في 2019 أهانوا سكان المدينة ومرغوا كرامتهم، حين أجبروهم على ركوب “طوبيسات” مستعملة عافها الأوربيون. ولن ينسى، أيضا، أن مسؤولي البيضاء يتبخترون في صالونات جلدية لسيارات فارهة مدفوع ثمنها من جيوب الشعب .

وبعد ذلك، نطبل للشركة الاجنبية …إذا لم تستحيوا، فافعلوا ما شئتم.

Maghribona1 Maroc



شاهد أيضا

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.