مغربنا 1 جريدة إلكترونية مغربية


نصيحة للتاريخ

مغربنا 1 المغرب 

في بداية الألفية الثالثة واظن في سنة 2002 كتبت مقالا في جريدة الايام عنونته بالخيار الثالث للعدالة والتنمية وأردت من خلاله ان أخط طريقا بين منظور ابن كيران للملكية التنفيذية ومنظور الرميد للملكية البرلمانية…. وقتها كنت في العشرينيات…واتذكر جيدا اني طرحت خيارا فكريا وسياسيا هو ما ال اليه بنكيران في رؤيته الدستورية لضرورة تدقيق المسؤوليات وتقوية مؤسسة رئاسة الحكومة…
وقتها لم يلتفت أحد لمقالتي…لاني كنت مجرد صاحب فكر..او ربما شاب لم ينضج بعد في نظر القيادة.
ثم مضت الايام وطرحت فكرة الولاية الثالثة لما احتدم الصراع بين طرفين..وفوجئت ان بعض القيادات حسب ما روى لي من أثق فيه جمعت بعض الاخوة وطلبت منهم الدفع بفكرة الخيار الثالث لإضعاف التيار المنتصر للولاية الثالثة..
اليوم اتفاجا مرة أخرى لطرح الخيار الثالث واتفاجا بفكرة القطع الكلي مع القيادة التاريخية….نعم كنت دائما انتقد القيادة التاريخية وانتصر لفكرة إدماج الأجيال….لكني ابدا لم أدع للقطيعة….ليس هناك منطق في التاريخ يرسم التطور بالقطعة الدائمة. حتى في الانتقالات العسيرة يكون جزء من النخب القديمة محورية في عملية التجسير…
هناك من يختفى وراء اطروحة الخيار الثالث، ولا يطرح اي خط فكري وسياسي مقنع يبرر به قناعته.. وهناك من يبحث عن حجج واوراق اعتماد لدعم ملفه ويطرح فكرة القطيعة مع القيادة التاريخية..
احترم جدا ما كتبه عبد العالي حامي الدين لكني اختلف معه…وأرفض منطق الشباب في التخلص من القيادة التاريخية برمتها…
المشكلة ليست في كل القيادة….القيادة السياسية هي صاحبة المسؤولية الاولى…
منطق القطيعة الكلي او حتى منطق الخيار الثالث سيكون أثره مدمرا…سيعزز الاصطفافات والانقسام….
الحزب دائما كان يحل مشكلاته بالخيار التنظيمي….مطلوب قيم وتخليق ليمر الاستحقاق التنظيمي بالمواصفات التخليقية والديمقراطية العالية…
ما يفرزه المؤتمر بدون كولسة ولا اصطفافات ولا كتل هو ما ينفع الناس..


شاهد أيضا

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.