قراءة في شخصية عزيز أخنوش (بين تكنوقراطي وتكنوسياسي)

إن المغاربة بعد أن صوتوا لصالح السيد رئيس الحكومة الجديدة عزيز اخنوش، من حقهم أن يتعرفوا عن شخصية هذا الرجل الودود الذي استطاع أن يخطف قلوبهم بهدوئه وتواضعه ورزانته وبساطته ولباقته ولطفه وأخلاقه .

فمن هو الشخص؟ وكيف استطاع أن يخلق ديناميكية عالية غير مسبوقة في حزبه ؟

إن أول شيء يتوصل إليه عن طريق الكشف من يقترب اليه في أول وهلة ، هو أنه على إطلاع كبير بأحوال المغاربة ، وعلى مستوى عال من التكوين الحداثي والعصري يساير التطور ماكر اقتصادي،وله من الكفاءة الحداثية ما يخول له أن يجعل الاقتصاد المغربي أكثر نموا وتطورا عكس رئيس الحكومة السابق لمرونته وسرعة تفهمه للمتغيرات التي

يعيشها العالم.

إن الشيمة الأساسية والصفة الأصلية لعزيز أخنوش ، هو أنه أول رئيس حكومة في المغرب منذ الإستقلال يجمع بين صفة تكنوقراط وصفة تكنوبلتيك،اي بين المعرفة المتخصص والممارسة ،وقد يتساءل سائل أي تطابق بين المفهومين؟ وأين يتجلى ذلك؟

إن مفهوم تكنوقراطية هو نظام يقوم على اختيار رؤساء على رأس المؤسسات لهم كفاءات علمية وتقنية من المتخصصين ، وليس لهم لجوندا حزبية أو سياسية أو أيديولوجية لا لون لهم ولا انتماء لهم ،والملاحظة التي أسطر عليها هي أن الأمر يتعلق بفريق من الوزراء وأول دولة التي طبقته هي الولايات المتحدة الأمريكية وكندا بعد الأزمة الاقتصادية العالمية لإخراجها منها،

أما مفهوم تكنوبلتيك أو تكنوسياسي يختلف عن الأول فهو يكون فيها رئيس الوزراء رجل سياسي ويكون فريق من الوزراء مختلطين بين التقنيين والسياسيين، ويكون تكوينها لدواعي اختلافات طائفية أو إثنية كما هو الشأن في لبنان والعراق ،وهذا النموذج لا ينطبق على المغرب لأنه يشكل استثناء لاختلاف الأنظمة اولا، وثانيا جلالة الملك حفظه الله في المغرب يعطي توجيهاته وإرشاداته للحكومة ويسطر

النقط العريضة لسياسة المغرب الداخلية والخارجية .

أما مفهوم تكنوبلتيك في المغرب لا يتجسد في الفريق الوزاري، عكس الدول الأخرى فهو يتجسد في شخصية رئيسي الحكومة وليس في الوزراء ، لأن تكوين عزيز اخنوش في الأصل تكنوقراطي، ساعدته دراسته وتكوينه في المعاهد الكندية تخصص التسيير والمال والأعمال ، من هنا استمد هذه الصفة ، وورث فكره السياسي أولا من والده أحمد أولحاج أخنوش الذي يعتبر المثل الأعلى له والذي يعد المدرس الاول للسيد عزيز اخنوش في السياسة ويتجلى ذلك من خلال اعتقاله من قبل الاستعمار الفرنسي ومن خلال انشائه حزب سياسي وهو حزب العمال والحزب الليبرالي التقدمي.

ومن هنا استمد عزيزاخنوش اهتمامه بالسياسة وبعد رجوعه من كندا، انخرط في العمل السياسي ومن ثم أصبح على رأس حزب التجمع الوطني للأحرار،يدافع ويناضل من أجل أيديولوجية الحزب وأبدع شعارا للحزب بعد ما كان بدون شعار وهو شعار ذكي سلس متداول عند المغاربة العرب و الأمازيغ وإن كان الشعار أمازيغي الأصل وهو اعراس اعراس للدلالة على الجدية والثقة والعهد .

إن ما يستفاد من خلال ما تم سرده أن السيد رئيس الحكومة هو في الأصل تكنوقراطيا تكوينا وتخصصا، وتكنوسياسيا لحمل مشعل الحزب سياسيا ايديولوجيا , هذا هو الجديد في النموذج المغربي الذي يختلف فيه عن لبنان والعراق في تبنيهما لمفهوم تكنوبلتيك الذي يتجسد عندهم في الفريق وفي المغرب يتجسد في شخصية رئيس الحكومة عزيز اخنوش .

وهذا الفضل يرجع الى حكمة السدة العالي بالله أدام الله عزه بعد الاستحقاقات الانتخابية عين السيد عزيز اخنوش رئيسا للحكومة لتكوين حكومته المرتقبة بعد التشاور مع شركائه من الأحزاب الأخرى.

ولقد عرف حزب التجمع الوطني للأحرار، ديناميكية لم يسبق لها مثيل ،وعرفت الممارسة السياسية في عهده تطورا كبيرا بفضل تمكنه وإحاطته بالنظامين التكنوقراطي والتكنوبليتك والمزج بينهما للاستفادة من مزاياهما معا، وبتأكيد ان المغرب سيعرف على المستوى الاقتصادي والاجتماعي والثقافي والاقتصادي طفرة نوعية برئاسته للحكومة، لأن له من الخبرة والحنكة والمرونة ما يساعده على مسح ونسخ كل الخطوات التي خطاها سلفه سعد الدين العثماني ليصحح أخطاءه و يتخطاها ليسترجع المغرب عافيته.إن حكومة التجمع الوطني للأحرار تملك رؤية وبرنامج ومشروع سياسي واجتماعي واقتصادي وثقافي جد متطور متكامل ومنسجم , سينهض بالمغرب وسيعرف إقلاعا وانطلاقة جديدة لتحقيق خارطة الطريق المتضمنة في برنامج التنموي الجديد الذي أعلن عنه جلالة الملك نصره الله ، والذي جعل فيه العنصر البشري قطب الرحى في التنمية ، ولاول مرة تم ربط علاقة جدلية وطيدة بين العنصر البشري والبنية التحتية المتمثلة في المنشآت العمرانية والطرقية ،وتحسين الظروف المعيشية والسكنية والطبية والتعليمية للمواطنين.

يشكل مسار الثقة الذي تبناه السيد الرئيس عزيز أخنوش منذ تقلده في تسيير الشأن الحزبي ، أرضية خصبة لتصحيح المسار والتوجه الذي نهجه سلفه والذي فشل في كثير من المحطات الأساسية مما عطل التنمية المستدامة في المغرب،