مغربنا 1 جريدة إلكترونية مغربية


الشعر لا يفهم من غير قواعده التي هي البحور والقوافي

مغربنا 1 المغرب 

حوار مع الاستاذ الشاعر المتألق نزيه عبد الرزاق شاعر شاب مغربي بصم عن وجوده في الساحة الشعرية عبر القصيدة العمودية . في هذا اللقاء نحاول التعرف على ولادة الشاعر ومواضيع شعره ودردشة ثقافية عامة . ” قراءة ماتعة للمتابعين الأعزاء

بداية أترك لكم الاختيار التعريفي الذي تحبون أن تقدموه للقارئ الكريم. فمن هو نزيه عبد الرزاق؟

نزيه عبد الرزاق من مواليد مدينة مكناس سنة 1989 حاصل على الإجازة في اللغة العربية سنة 2013 والماجستير سنة 2016 وباحث بسلك الدكتوراه سنة خامسة.

*كيف نشأ عندكم الحس الشعري ، وكيف كانت بداياتك الشعرية ؟

منذ كنت في السنة الخامسة الابتدائية. وأستاذي للغة العربية آن ذاك هو من حبب لي الشعر إذ كان يشنف أسماعنا في آخر الحصة بقصائد من نظمه تارة وبأخرى لشعراء آخرين. كانت بداياتي الشعرية في سلك الثانوي حينما كنت بالجذع المشترك الأدبي بثانوية إبراهيم الروداني بحي النهضة بالرباط وبحكم ميلي للأدب ، كان من الضروري أن يكون اهتمامي منصب على كل ما هو أدبي ثقافي بغير استثناء. وكانت بداياتي نثرية واستمرت لعشر سنين إلى أن ناداني الخليل فركبت بحوره في السنوات الستة الأخيرة.

* عرف عن العرب احتفاؤهم بولادة الشعراء . هل لامستم في المحيط العائلي هذا الاحتفاء ووجدتم التشجيع والاهتمام بموهبتكم ؟

أجل لامست هذا الاحتفاء والدعم والتشجيع من عائلتي. فهم سندي ويؤمنون بموهبتي الشعرية. وخير دليل على هذا حضور والدي ومرافقته لي في عدة محافل ولقاءات وأمسيات شعرية

. هل قيمة الشعر مرتبطة بمكانة اللغة في المجتمع العربي ؟

في نظري أجل فالشعر وعاء ثقافي لغوي يحتوي اللغة. وهو وسيلة يتم من خلالها تنمية الملكة البلاغية وتفصيح اللسان. والشعراء جعلوا من الشعر وعاء لتجاربهم وعلومهم وثقافتهم كما يعد الشعر من المداخل المهمة التي ساهمت في تيسير فهم الآيات القرآنية وتبيان المقصود منها.

*من من الشعراء تستحضرون أسماءهم ، الذين أثروا في نوع اختيارك الشعري أقصد الشعر العمودي؟

بكل تأكيد فالشاعر قبل أن يكون شاعرا عليه أن يكون قارئا وحافظا للشعر وحفظه هذا سيساعده في ضبط الوزن سماعيا فقط أي أن حفظ قصائد السابقين يأتي قبل الشروع في الممارسة أو الصناعة الشعرية. قد قرأت للشعراء الجاهليين كالسموأل والنابغة الذبياني وامرؤ القيس وطرفة بن العبد وعروة بن الورد وعمرو بن كلثوم وعنترة بن شداد وكعب بن زهير ولبيد بن أبي ربيعة والحارث بن حلزة والخنساء … واللائحة طويلة. وفي العصر العباسي قرأت لبشار بن برد وأبي نواس والمتنبي وأبي تمام وأبي العتاهية وأبي العلاء المعري وابن الفارض وابن الرومي والأصمعي والبحتري … إلخ وفي العصر الأموي قرأت لجرير والأخطل والفرزدق وعمر بن أبي ربيعة وأبو الأسود الدؤلي وأبو الشمقمق …الخ. وفي العصر الأندلسي قرأت لزرياب وابن خفاجة وابن دراج القسطلي وأبو إسحاق الألبيري وأبو البقاء الرندي وابن سهل الأندلسي ولسان الدين بن الخطيب … الخ *

سبق لكم أن كتبتكم في الشعر الحر أو ما يسمى قصيدة النثر ؟

كما قلت سابقا : بداياتي كانت نثرية وقد امتدت من سنة 2005 إلى 2015 إلا أني لدي تعقيبا فيما يسمى شعرا حرا أو قصيدة النثر فهنا يتم الخلط والجمع بين جنسين أدبيين كل واحد منهما يصب في وادٍ فالشعر شعر والنثر نثر وقد اشتد الصراع بين العمود والنثر في المحافل الأدبية والمجموعات والمواقع وغيرها وكلنا نعلم أن العمود هو الأصل وهو ديوان العرب. كلنا ندري على أي أساس بني هذا الصراع !! فما النثر في نظري سوى محاولة يائسة للتملص والتخلص من قواعد الشعر فكيف يكون الشعر شعرا إذا جردناه من هويته وقواعده وبحوره ؟ وكيف نجمع نقيضين ونقول قصيدة نثرية أو شعر نثري ؟! فالإثنين جنسين أدبيين مختلفين لكل منهما قواعد وخصائص. فالشعر شعر والنثر نثر. ورأيي هذا ليس انحيازا للعمودي والعموديين أو ذمّا للنثر والناثرين وإنما هو الحقيقة التي يريد المغرضون حجبها بغربال. واستحضر هنا قول عباس محمود العقاد حين سئل عن قصيدة النثر أو الشعر الحر فأجاب بلغة دارجة : الشعر الحر ده مهزلة. فبتحرره يتحرر من البحور والقوافي ومعنى هذا أن الشعر يتحرر من الشعر لأن الشعر لا يفهم من غير قواعده التي هي البحور والقوافي

. *للشعر وظائف كما تعلمون ، وما الوظيفة التي يؤديها شعركم ؟

شعري هو مصدر معرفة فهو ديوان العرب كما قيل كما لديه وظيفة تعليمية وتهذيبية في آن لما يختزنه من مصطلحات جزلة ومعانٍ سامقة فالشاعر يقوم بدور الأستاذ والمصلح والمرشد لهذا قال المظفر العلوي في كتابه نضرة الإغريض في نصرة القريض ص 358 : إن الشعراء يحضون على الأفعال الجميلة وينهون عن الخلائق الذميمة وإنهم سنّوا سبيل المكارم لطلابها ودلّوا بناة المحامد على أبوابها. وقال ابن العباس في العقد الفريد الجزء الخامس ص 281 : الشعر علم العرب وديوانها فتعلموه. كما أوصى الرشيد الكسائي بالأمين والمأمون فكان من جملة وصيته التي جاءت في كتاب نضرة الإغريض ص 357 : روّهما من الشعر فإنه أوفى أدب يحض على معالي الرتب عُرِفت بعض القصائد بالحوليات ، يكتبها الشاعر وينقحها ولا يصدرها الا بعد مرور حول . هل يوجد مثل هذا الاهتمام بالقصيدة من الشعراء المعاصرين ؟ في نظري هناك شعراء قلائل ممن يتريثون لإصدار مولودهم الجديد فهذا عصر السرعة كما تعلم. وهذا النوع من القصائد قد اندثر. أغلب الشعراء المعاصرين مواضيعهم غزلية . في نظركم ما السبب ، هل هو سهولة الوصف والتشبيه أم للقضية أمر آخر مرتبط بالوضع الاجتماعي العربي المفكك والشاعر صوته ؟

إن موضوع الغزل هو موضوع كتب فيه الشعراء منذ العصر الجاهلي إلى اليوم والشاعر لا يأتي في شعره إلا بما عاشه أو عاينه والمهم هو أن نكتب والأهم من هذا أن يكون شعرنا نافذا للقلوب مهما كان موضوعه أو غرضه. فقد كتبت في الغزل والرثاء والنصح والإرشاد والوصف والفخر والشعر الديني … الخ

كيف تقيمون الساحة الأدبية المغربية ؟ إن الساحة الأدبية اليوم فتحت الباب على مصراعيه للجنسين (الشعر والنثر) فمن هزته رياح العاطفة وألقت به في مضمار الشعر سيعزف على أوتار الخليل ويغني أعذب السمفونيات العمودية مصداقا لقول حسان بن ثابت : تغنّ في كل شعر أنت قائله إن الشعر لهذا الغناء مضمار أما من اختار وشاء وآثر النثر فليكتب بغير توقف وآمل أن يلحق بأسطول الخليل عما قريب.

هل وسائل التواصل الاجتماعي أفرزت قراء جدد ، وساهمت في التعريف بالعديد من الموهوبين في الشق الثقافي ؟

ساهمت وسائل التواصل الإجتماعي بالتعريف بالعديد من الشعراء والروائيين والزجالين وأفرزت لنا قراء متعدّدي الرؤى. أي الأجناس الأدبية تحبون أن تكتبوا فيها مستقبلا ، من غير الشعر ؟ إضافة لإتقاني الشعر فأنا أكتب في القصة والقصة القصيرة والمقامة ومستقبلا أطمح في ولوج سراديب الكتابة الروائية.

وفي الاخير نشكر لك اجابتك وتقبلك للأسئلة بكل صدر رحب.

 



شاهد أيضا

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.