مغربنا 1 جريدة إلكترونية مغربية


المشروع الممتنع : أسلمة النقد ونقد الأسلمة

مغربنا 1 المغرب 

يعود مشروع اسلمة المعرفة الى سبعينات القرن الماضي حين انطلق على يد المرحوم اسماعيل راجي الفاروقي، وتواصل بجهود الرواد في المعهد العالمي للفكر الاسلامي فضلا عن مساهمات متفرقة اخرى، وكان الهاجس الكامن وراء انطلاق المشروع مبني على تشخيص الازمة الاسلامية الحضارية على انها ازمة فكرية في الاساس ناتجة عن اختلاف المنظومة المعرفية والتعليمية الغربية عن تلك الاسلامية، وهو ما يجعل من التسليم الإسلاميّ المطلق للمعرفة الغربيّة أمراً مُتعذّراً، وهذه الاختلافات هي:

الاعتقاد بأنّ الغيب لا يُمكن أن يكون مصدراً للمعرفة، وأنّ العلم هو ما يتعلّق بالحقائق الموضوعيّة التي ترصدها الحواسّ فقط، وأنّ العلم خلو من أيّ موجّهات قيميّة، وأنّ غاية العلم الاساسية إشباع الحاجات الماديّة للانسان.

على النقيض من ذلك فان المعرفة الإسلاميّة تتأسّس ـ بحسب الفاروقيّ – على مبدأ (وحدة الحقيقة) الذي يعني:

ان الله سبحانه وتعالى هو مصدر المعرفة الحقة، وان الوحي الإلهيّ قد تضمّن إلى جوار صفاته عزّ وجلّ بعض الإشارات الكونيّة – الى الحقائق الموضوعيّة -، وانه ليس ثمّة تعارض بين الوحي من جانب، وبين العقل والعلم من جانب آخر؛ فالعقل هبة الله للإنسان، وتقع على عاتقه مهمّة مزدوجة هي استيعاب الوحي، واكتشاف السنن الكونيّة.

والواقع ان المشروع بعد جهود فكرية كبيرة ومضنية لم يحقق الكثير، ولم يعد له ذلك البريق الذي كان له منذ بداية السبعينات بل غرق المشروع في العموميات وانتهى في اكثر الاحيان الى الانسحاب من ميادين اشتغال العلوم الاجتماعية، ناهيك عن انتاج ممارسة نقدية للاطر النظرية والمنهجية لتلك العلوم، وهو ما يدفع بنا الى البحث في اسباب امتناع المشروع، واهم الاشكالات الفكرية والمنهجية التي ظلت ملازمة له منذ انطلاقه.

لعل اولى اشكاليات المشروع هو ما يتعلق بالتسمية، فمصطلح المعرفة يشير الى مفهوم واسع يتضمن انواع متعددة من المعرفة منها المعرفة الغيبية، والمعرفة النقلية والمعرفة الحدسية الى جانب المعرفة العلمية التي يعدها الوضعيون اهم انواع المعرفة واكثرها يقينية، والواقع ان القران الكريم قد اشار الى تلك الانواع من المعارف في مواضع شتى، ومنها في سورة الكهف في قصة العبد الصالح مع موسى عليه السلام حينما ميز بين نوعين من المعرفة: هما اللدنية (علم الحقيقة) التي مثلها العبد الصالح، والمعرفة النقلية(علم الشريعة) التي مثلها موسى عليه السلام، فضلا عن اشارات كثيرة الى المعرفة الحدسية والعلمية ، ومن هنا فان ما يقصده رواد المشروع هو ليس اسلمة المعرفة بعامة كما يوحي العنوان بل اسلمة المعرفة العلمية(اسلمة العلوم) تحديدا دون غيرها من المسميات، وهنا نتسائل هل ان الاسلام كدين من واجبه ان يقدم اجوبة كاملة لكل اسئلة المعرفة العلمية؟ وهل يعيبه افتقاره لتلك الاجوبة؟ ام ان من محاسنه ان يحض العقل على التفكير والتدبر، ويترك له بعد ذلك ان يجد ويكدح في سبيل انتاج المعرفة العلمية؟

والواقع ان السعي الى ربط المعرفة العلمية بدين بعينه يتناقض مع علمية المعرفة العلمية نفسها بعدها ارثا انسانيا مشتركاً اشتركت في انتاجه مختلف الامم والشعوب، فضلا عما يفرضه من تحيز ايدلوجي تسعى المعرفة العلمية الى التحرر منه قدر المستطاع، ولكن الاهم ان ولادة المعرفة العلمية الحديثة جاءت من مخاض الصراع مع الدين ممثلا بمؤسسة الكنيسة، وكلنا يعرف قصة (غاليلو) و(كوبرنيكوس) وغيرهم من العلماء عندما عارضوا نظرية الكنيسة حول مركزية الارض ودورانها، ثم التحرر لاحقا من ربقة الفلسفة من خلال التركيز على التجريب والواقع وعلى ما هو كائن بدلا مما يجب ان يكون، أي التحرر من ربقة الميتافيزيقيا بتجلياتها المختلفة، واذا اخذنا بتصنيفات (اوغست كونت) فان المعرفة الوضعية جاءت بعد المرحلة اللاهوتية ثم المرحلة الفلسفية الميتافيزيقية من مراحل تطور العقل البشري، لذا فان ربط العلم والمعرفة العلمية بالدين – أي دين – يعيد عند كثيرين الى الاذهان صورة العصور الوسطى المظلمة ويحمل الكثير من المحاذير التي قد تعود بالعلم القهقرى الى ربقة المؤسسة الدينية وتصوراتها وما يجره ذلك من ارتهان العلم من قبل رجال الدين، فضلا عن تعدد الاديان وما يحمله ذلك من تحيز لثقافة وامة بعينها.

وعليه، ومن خلال استقراء تاريخ العلوم وتطورها يمكن القول بان على الذين يحاولون تأسيس علم إسلامي محض وبالمعنى الفلسفي لمفهوم العلم، الاقتناع باستحالة ذلك لأن أي ربط للمعرفة العقلية بالخصوصية الدينية هو في النهاية نفي للعلم ذاته، ولكن نستدرك فنقول ان العلوم تتباين من ناحية ارتباطها بالبعد القيمي والايدلوجي، وهو ما يستدعي هنا التمييز بين العلوم المختلفة.

ان الحضارة هي بالتاكيد اهم منجزات العقل البشري، ولا شك ان الحضارة المعاصرة تشكل ارقى مراحل التطور الحضاري حتى اليوم، وهذه الحضارة نشات وتطورت في كنف المعرفة العلمية، والتي ميزت الانسان عن غيره من المخلوقات بقدرته في مجالين: الاول السيطرة على الطبيعة ومعرفة قوانينها وتسخيرها لخدمة البشرية والثاني: القدرة على ضبط ووجوده الاجتماعي وتطويره بناء على مقتضيات العقل والمنطق بعيدا عن الغريزة والفوضى، المجال الاول هو مجال اشتغال العلوم الطبيعية او الصرفة مثل الرياضيات والكيمياء والفيزياء، والمجال الثاني هو مجال العلوم الاجتماعية أي التي تدرس الانسان بعده عضوا في جماعة في اطار علاقته مع الاخر، مثل علم الاجتماع وعلم السياسة وعلم الاقتصاد، فضلا عن العلوم الانسانية التي تدرس الانسان كانسان وليس بصفته الاجتماعية من حيث اصوله وثقافته مثل علم التاريخ والفلسفة وعلم الاديان والفن واللغات.

النوع الاول من العلوم أي العلوم الصرفة الطبيعية يتحقق فيها قدر عالي من الانفصال او التمييز بين الذات والموضوع بالتعبير الديكارتي أي بين ذاتية الباحث وموضوع بحثه، لذلك فهي كما يرى (كارل ماركس) لا تاثير للايدلوجية فيها، أي للاعتبارات الذاتية والجماعية المتحيزة، ولذلك فمنجزات تلك العلوم النظرية والتطبيقية- التكنلوجيا – تبقى بلا هوية رغم ان استخدام التكنلوجيا لا يخلو من اثار قيمية، لكن التحفظ الاهم من المنظور الديني على تلك العلوم ينطلق من تلك الحيثية بالذات، اي تحررها التام من أي اعتبارات قيمية او اخلاقية وطرقها لابواب قد تنذر بفناء البشرية او على الاقل انحطاطها مثل الابحاث على الاسلحة النووية وموضوع الاستنساخ البشري واتمتة الحياة وما تقود اليه من بطالة وعلم الفايروسات والاسلحة الجرثومية التي تثير نقاشا حادا اليوم في ظل ازمة كورونا.

ورغم وجاهة هذا الطرح والحاجة الى عقلنة العلم بحيث لا يخرج عن اسار المنطق والعقل بما يعود بالنفع لا بالضرر على البشرية جمعاء، فان أي دعوة الى ربط هذه العلوم المحايدة بالدين نسف لعلميتها، كما ان هاجس خروج العلم من اسار العقل والمنطق هو احد اهم مشاغل فلسفة العلم، وتحديدا مبحث اخلاقيات العلم الذي ينشغل في رسم حدود عقلية للابحاث العلمية وبما لا يقود الى الى تدمير الانسان لنفسه وبيئته وحياة الاجيال القادمة، ان الدين هو في الحقيقة ميتافيزيقيا واخلاق مؤسسة على الوحي، اما الفلسفة فليست الا ميتافيزيقيا واخلاق ايضا مؤسسة على العقل، ووحدة العقل وتعدد الاديان يجعل الفلسفة اكثر حيادية، وقبولا من الدين فضلا عن وحدة مصدرها مع العلم . لقد صرف مشروع اسلمة المعرفة في كثير من الاحيان جهود  الفلاسفة المفكرين المسلمين عن ميدان فلسفة العلم واخلاقياته، وبالتالي عن المساهمة الفاعلة في هذا المبحث الفلسفي بما يحمله من هاجس بشري مشترك .

وعليه فان المجال الاهم لطروحات اسلمة المعرفة لا يجد له اساسا رصينا ضمن منظومة تلك العلوم الطبيعية، وان حاول، بل يتركز على العلوم الاجتماعية وبدرجة اقل العلوم الانسانية، كون ان هذه العلوم معيارية قيمية بطبعها لصعوبة التمييز بين الذات والموضوع فيها، وبالتالي لا تخلو من الطابع الايديولوجي الكامن والمستتر بين ثناياها، ولكن الاهم ان انطلاق هذه العلوم  الاجتماعية واستقلالها، ولاحقا تطورها، وانتاجها هو احد منتجات الحضارة الغربية، وبالتالي طغيان المنظور الغربي -الذي رافق منذ القرن التاسع عشر تاريخ انطلاق تلك العلوم عملية الاستعمار الغربي للعالم الاسلامي- فيما عرف بدراسات الاستشراق والمركزية الاوربية.

وواقع الحال ان أي باحث منصف لا يمكن ان ينكر هذه الابعاد الايدلوجية للطروحات والنظريات الغربية لا سيما تجاه العالم الاسلامي في تلك العلوم، ولكن ايضا علينا ان لا ننسى ان العقل الغربي نفسه اجتهد وساهم ايضا في تفكيك الاشكاليات التي تثيرها تلك الطروحات ونقدها وتعريتها وبيان عدم علميتها ومنطلقاتها الايدلوجية، كما ان من اخطاء ومحدودية المنطلقات المعرفية الى اسلمة العلوم الاجتماعية ذلك الخلط المفهومي والتاريخي بين مختلف مستويات العلم أي بين النظرية والمنهج والممارسة، (فادوارد سعيد) مثلا  انتقد الاستشراق ومعرفته الانثربولوجية كممارسة وليس كمنهج، أي انتقد ذاتية الممارسة المعرفية ولكن من خلال الاعتماد على صرامة المنهج العلمي نفسه وموضوعية النظرية، فميز بين ذاتية العلم وموضوعيته دون الدعوة الى تاسيس علم اسلامي واخر مسيحي وثالث يهودي .

ان جهود الكشف عن التراث العلمي للحضارة الاسلامية في العلوم المختلفة هو امر ضروري ومهم عندما يكون من منطلق ان المعرفة ارث ومشترك بشري للجميع وليست حكرا على ثقافة بعينها، ولكنها عندما تغرق في سباق الاولويات من خلال التوفيق والتلفيق ولي عنق النصوص المقدسة وتشويه تفسيرها لاثبات اسبقية المسلمين في تاسيس هذا العلم او ذاك، تكون مخالفة لابسط مقومات المعرفة العلمية, ففي عالم السياسة مثلا لم يطرح الاسلام نظاما معينا او نظرية خاصة للحكم وانما طرح مجموعة من القيم في مقدمتها العدالة والحرية والمساواة كاطار للممارسة السياسية، وترك للعقل البشري الاجتهاد في انزال تلك القيم على الواقع، لذا فان القول ان المسلمين سبقوا الغرب في تاسيس الدبلوماسية او في التاسيس للديمقراطية تحت مسمى الشورى، هو قول يجافي العلم ويتنكر لحقيقة الاختلاف في الاساس الفلسفي للشورى والديمقراطية وكذلك يغض الطرف عن الجدل حول وجوب الشورى وحجيتها وعدم تجسيدها كممارسات وسلوك في التجربة الاسلامية عبر تاريخها الممتد. ان جل ما يمكن قوله في مجال العلوم الاجتماعية هو وجود نظرية اسلامية في كل منها وهي اسلامية فقط لانها مؤطرة بقيم الاسلام، لذا لا يمكن القول بوجود علم سياسة اسلامي مثلا واخر مسيحي وثالث يهودي.

ان القدرة الابداعية الحقيقية للعقل المعرفي العلمي الحديث تكمن اساسا في طاقته النقدية أي قدرته على التفكير في ذاته ونقدها وتجاوزها، وهو ما يعطيه امكانية الاستمرار والتجدد والحيوية، فمنذ القرن التاسع عشر ثار نيتشه على النظم المعرفية للحداثة ويقينياتها ومركزيتها وطالب بتجاوزها، ومنذ اواخر الخمسينات طرح فلاسفة العلم مثل كارل بوبر ارائهم لمناقشة مسالة اعتبار الارجحية القاطعة للفكر الوضعي بصفة ان ذلك اخر ما يقال في موضوع المعرفة الطبيعية والاجتماعية، وتم لاحقا اعادة الاعتبار للقيم ومكانتها في العلوم الانسانية والاجتماعية ونقد الاعتماد على التجربة الحسية لوحدها، وكشف فوكو من خلال منهجه الاركولوجي الحفري وجاك دريدا من خلال منهجه التفكيكي مكامن الضعف في النظام المعرفي الغربي ومركزيته الاوربية، وكل ذلك لم يكن متاحا لولا اعتماد النقد كمنهج وممارسة تم ترسيخها في الثقافة الغربية حتى غدى النقد اهم اوجه العلمية في النظام المعرفي وبيان نسبية المعرفة العلمية وامكانية نقدها وتطويرها وتجاوزها .

يشكل مشروع اسلمة المعرفة في احدى زواياه قطيعة ابستمولوجية مع هذا العقل المعرفي الحداثي النقدي، وهو ما يجعله يتراوح بين نفي الذات او تضخمها ونرجسيتها، فمن جهة يذهب بعض انصار هذا المشروع الى تمييز المعرفة الاسلامية عن تلك الغربية باعتبار ان الاخيرة تعتمد المعرفة الحسية والتراث العقلي المتنكر للغيب والذي يعود الى زمن اليونان، وهو امر يتنكر للاسهامات العقلية والمعرفية للفلاسفة والمفكرين المسلمين الذي اثروا التراث المعرفي الانساني، وساهموا في نقل التراث العقلي اليوناني لاوربا وتطويره، فهو موقف يستبطن نفي الذات معرفيا من خلال التاكيد على خصوصيتها وتفردها، ومن ناحية ثانية فهو يستبطن نوعا من تضخم الذات ونرجسيتها، وعدم تقبلها للنقد تحت ستار الخصوصية المعرفية. ان تقديس المعرفة من خلال اسلمتها يجعلها في الغالب متعالية على النقد ويسحب هذا التقديس عموديا من الموضوع الى الذات التي ترى نفسها فوق مستوى النقد بل وترى في النقد نوعا من الهرطقة والكفر الذي يستوجب التكفيروالمحاربة، وافقيا ينسحب التقديس الى كل منتج معرفي ينتمي الى الماضي دون تمييز بين الدين كنصوص قدسية والفكر الديني، وقد يتحول الماضي بشخوصه ونتاجه المعرفي الى مقدس متعالي على التاريخ وبالتالي على النقد.

ومع ضعف الاسس العلمية والمنطقية التي ينهض عليها مشروع اسلمة المعرفة، اتجه كثيرون الى ضرورة تركيز الجهود باتجاه اسلمة النقد، والتاسيس للثقافة النقدية العقلانية كبديل لمشروع اسلمة المعرفة او موازي له، والذي استنزف الكثير من الطاقات واصبح في كثير من الاحايين يجتر مقولات مكررة,  ولم يفلح في التاسيس لتقليد معرفي او لبراديغم معرفي اسلامي.

ومع الاقرار بان التاسيس للثقافة النقدية والعقلانية هو امر اكثر منطقية وواقعية من اسلمة المعرفة الا انه قد يشكل الوجه الاخر لاسلمة المعرفة، فما ينسحب على اسلمة المعرفة قد ينسحب ايضا على اسلمة النقد حينما ينطلق من خصوصيات علمية مزعومة او يكون المقصود منه بيان اسبقية احد على احد في التراث العقلاني والنقدي، او تحديد النقد بالحدود التي يضعها رجال الدين،لان ذلك نفي لمنطق العلم والنقد معا وهما توئمان لاينفصلان، لذا يجب ان يكون الهدف والمنطلق من أي جهد معرفي التاسيس للثقافة النقدية والعقلانية، ومحاولة ترسيخها كمنهج وممارسة معرفية وكثقافة مجتمعية، وكذلك بيان مدى مساهمة المسلمين الفاعلة في التراث المعرفي الانساني من منطلق التراكم المعرفي والحضاري الانساني لا من منطلق الخصوصيات العلمية المزعومة، فحتى العلوم الاسلامية النقلية لم تكن بمعزل عن الاستفادة من علوم السريان واليونان واليهود والفرس، ومن اسهامات علماء تلك الامم حينما تم ارساء اسسها واصولها في عصر التدوين، لذا فهي معنية بالانفتاح اكثرعلى المنجز المعرفي العالمي، والسبيل الى ذلك هو النقد والمنهج العلمي .

واخيرا، فان قضية تحديد نوعية المعرفة التي نحتاجها كمسلمين اليوم، تتجاوز مسالة السجال الأكاديمي لترتبط بقضية النهضة، فقد حققت الكثير من الامم نهضتها من خلال التفاعل مع المعطيات المعرفية للحداثة، ثم اصبحت لاحقا منتجة  لتلك المعطيات، والتاسيس الصحيح للمنهج العلمي النقدي كفيل بمعالجة الاشكاليات التي اثارتها اسلمة المعرفة، فضلا عن انه وبعكس الاخيرة لن يشكل قطيعة ابستمولوجية مع المشروع المعرفي للحداثة، بل يتفاعل معه من منطلق الاستفادة من التجربة الانسانية المشتركة في المعرفة التي مثلما ساهمنا سابقا في اغنائها، سنكون قادرين في المستقبل على تمثلها والارتقاء بها .

5 / 5 ( 1 صوت واحد )


شاهد أيضا

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.