مغربنا 1 جريدة إلكترونية مغربية


حوار قيم بين شخصين حول قيم التعاون في زمن النبوة مع تعريف المفهوم ومقاصده

مغربنا 1 المغرب:هيأة التحرير

الرسول عليه أفضل الصلاة والسلام هو  المثل الأعلى وأفضل قدوة لنا في اكتساب الأخلاق الحميدة منه، حيث أنه عليه أفضل الصلاة والسلام حثنا كثيرًا على التعاون، والحوار بين شخصين عن التعاون الآتي سيوضح لنا أثر التعاون.

يوسف: السلام عليكم يا ابراهيم.
ابراهيم: وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته.
قرأ يوسف الآية الكريمة الآتية: “وَتَعَاوَنُواْ عَلَى الْبرِّ وَالتَّقْوَى وَلاَ تَعَاوَنُواْ عَلَى الإِثْمِ و َالْعُدْوَانِ” (المائدة :2)
ابراهيم: بارك الله فيك يا يوسف، ولكن لماذا جاءت هذه الآية على بالك في هذا الوقت؟
يوسف: أريد منك أن تعطيني مثالًا على التعاون في زمن رسولنا الكريم.

ابراهيم: عندما كان رسولنا الكريم يدعو إلى الاسلام في مكة، تعاون معه المسلمون في نشر الإسلام ، ودعوة من يرون فيه خيرًا واستجابة للدخول في الإسلام، وبفضل تعاونهم مع رسولنا الكريم دخلت أعداد جديدة من الأفراد إلى الإسلام، وكان أبو بكر الصديق رضي الله عنه أبرز من عاون النبي- صلى الله عليه وسلم- في نشر الإسلام ، فأسلم على يديه “عثمان بن عفان” ، و”عبد الرحمن بن عوف” و”أبوعبيدة بن الجراح” ، وغيرهم .

وكذلك بعد هجرة النبي صلى الله عليه وسلم إلى المدينة بدأ في بناء مسجد للمسلمين يصلون فيه، ويجتمعون فيه لبحث شؤون حياتهم، اشترك النبي بنفسه في البناء، فكان عليه الصلاة والسلام يحمل مثل أصحابه التراب والطوب، وضل يعمل معهم حتى اكتمل بناء المسجد.

يوسف: ما أجمل أخلاق رسولنا الكريم، والصحابة والمسلمين آجمعين.

تعريف التعاون

وبعد عرض عدة أمثلة على حوار بين شخصين عن التعاون ، نتطرق إلى مفهوم التعاون وهو :

معنى التعاون لغة: من العون، وهو الظهير على الأمر، وأعان على الشيء: تعني أي ساعده، واستعان فلان فلاناً: طلب منه العون، تعاون القوم: أعان بعضهم بعضًا.

أما معنى التعاون اصطلاحاً: هو المساعدة على الحق ابتغاء الاجر من الله سبحانه. [1]

والتعاون أيضًا هو معيار أخلاقي، وعملية تفاعلية اجتماعية أو هيكل مؤسسي، وهو سلوك مشترك بين مجموعة من الأفراد، موجه نحو هدف ما وفيه منفعة ومصلحة مشتركة أو أمل في الحصول على مكافأة، ويعني أيضًا أن هناك دائمًا مجموعة من الجهود المبذولة نحو تحقيق غاية محددة يكون لكل المشاركين فيها مصلحة حقيقية، وقد يكون التعاون طوعيًا أو غير طوعي، مباشرًا أو غير مباشر، رسميًا أو غير رسمي ، ولا يوجد حد للمدى المحتمل للتعاون، أو عدد الأشخاص المتعاونون؛ حيث يمكن العثور على التعاون في مجموعات صغيرة مثل ثنائية الأفراد أو كبيرة مثل اتحادات الدول ذات السيادة، وفي الأخلاق والدين كان التعاون من أكثر القيم تكريمًا عبر تاريخ البشرية؛ حيث جعل بعض الفلاسفة والمعلمين الدينيين التعاون مرادفًا لنسيج الأخلاق بأكمله، وتم التأكيد على التعاون في جميع الأديان الرئيسية والأنظمة الأخلاقية في العالم.[2]

أنواع التعاون 

قد يكون من المفيد التمييز بين أنواع التعاون وهي التلقائي ، والتقليدي ، والتعاقدي ، وموجه ، والعشوائي، ويمكن العثور على كل منها في جميع مجالات المجتمع البشري منها السياسية والدينية والاقتصادية والثقافية، وبينما من المهم التمييز بين الأنواع بعضها عن بعض، فمن المهم بنفس القدر التأكيد على أنه نادرًا ما يوجد أي منها في مجتمع غير المجتمع التعاوني، وفيما يأتي توضيح لهذه الأنواع: [2] 

 التعاون التلقائي

يشير التعاون التلقائي إلى الأنواع المتنوعة من التنسيق غير الشخصي، وتوحيد السلوك، والمصالح المتبادلة التي تنشأ مباشرة من الوضع البيئي، وعادة ما تكون غريزية من الأساس، فيبدو أن السكان سواء في المناطق الحضرية أو الريفية، قد يوجد بينهم تعاون غير مخطط له وذلك بسبب وجود تهديد من جهة أو مجموعة خارجية مستقلة لأمن المنطقة.

التعاون التعاقدي

حيث في المجتمع الصناعي الحديث، من المرجح أن يكون التعاون تعاقديًا أكثر من كونه تقليديًا في طبيعته، حيث شروط التعاون تكون محددة ومشروطة بإرادة المشاركين أو تحكمها عقوبات قانونية، وهي دقيقة من حيث طول فترة التعاون وما هو الهدف المطلوب تحديدًا من هذا التعاون.

التعاون العشوائي

التعاون العشوائي أو العفوي هو أقدم أشكال التعاون وأكثرها طبيعية وانتشارًا، حيث أنه غير موصوف بالتقاليد أو العقد أو أي شيء آخر، فهو يشكل عمليا جوهر العلاقات داخل الأسرة والحي ومجموعة الأطفال الذين يلعبون مع بعضهم البعض وغيرها من أشكال الارتباط الشخصية الوثيقة، وهذا النوع من التعاون أكثر شيوعًا عندما يكون هناك أساس مسبق للصداقة.

التعاون التقليدي 

التعاون من النوع التقليدي لا تنظمه الغريزة أو الإرادة أو الموقع البسيط، بل بالأحرى ما يحددها هو الأعراف الاجتماعية التقليدية، ومثال على ذلك زراعة المحاصيل وحصادها بشكل تعاوني من قبل القرويين

فوائد التعاون

تتعدد فوائد التعاون، وفيما يأتي بعض منها: [3]

  • استفادة الأفراد من تجارب و خبرات الآخرين في جميع مجالات الحياة، وذلك عندما يجتمع في نفس الفريق مجموعة من الأشخاص من خلفيات مختلفة معًا ويتبادلون خبراتهم وتجاربهم.
  • يزيد التعاون من الإبداع والابتكار، ذلك نتيجة تبادل الأفكار التي تأتي من قبل أفراد من بيئات وثقافات مختلفة.
  • تنظيم الوقت وتوفير الجهد، وتسهيل إنجاز العمل، وذلك بتفويض مهمة لكل شخص بناءً على مهاراته وقدراته والتي سيقوم بها على أكمل وجه.
  • تحسين وتطوير الذات.
  • التقليل من ازدواجية العمل.
  • استغلال الطاقات وتسيرها لمصلحة الفرد و المجتمع.


شاهد أيضا

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.