مغربنا 1 جريدة إلكترونية مغربية


حملة الكراهية ضد المسلمين .. من المسؤول ؟؟

مغربنا 1 المغرب 

(( اللهم العن النصارى واليهود والصليبيين والمجوس والكفار والمشركين ..
اللهم أبد جمعهم وشتت شملهم و عقر نساءهم واقتل نسلهم … طططططط … ))
هذا الدعاء نسمعه مليون مرة منذ ولادتنا وعلى كل المنابر وفي كل القنوات .. من قلب مكة السديس يدعو بالويل والثبور على كل العالم .. وكل يوم اوووووووف ..
ألا نعلم أن هذا الٱخر هو فرنسا وألمانيا وأمريكا والسويد .. هو المواطن والإنسان السويدي والفرنسي والأوسترالي والأمريكي وووو ..
كيف نجيز لأنفسنا أن نسبهم ونسب دينهم ونستهين بمقدساتهم كل يوم .. ونحن ننتظر أن يرموننا بالورد ويشكروونا لأننا نسبهم ..
نعم ،كمسلم ، تشدني الغيرة وماكارون البئيس ووزرائه يستغلون لحظة قتل المعلم الفرنسي للركوب على موجة العداء للمسلمين في هدف انتخابي واضح تنافسا مع لوبين واليمين … كلها مزايدات انتخابية .. لا هي حرب صليبية و لا بطاطا ..
لكن يجب أن نعود للسبب .. الغرب مجرم واستعماري وخبيث ويستغل ثرواتنا وووو طططط نعم نعم صحيح .. فماذا عنا نحن ؟؟
نحن كسالى التاريخ الغارقون في الخرافات العاجزين حضاريا ، والمتخلفون اجتماعيا واقتصاديا وسياسيا وعسكريا …
وقاليك المقاطعة .. مقاطعة من ولماذا .. أغلب الشعب لا يعرف عطور كريستيان ديور وكل الأنواع الفرنسية المصنفة .. الشعب بزاف كيشربوا حليب العبار .. لو كنا في وضع سوي لكان للمقاطعة أثرها كما ظهر في حملة سونطرال وما أحدثته .. هذه ثقافة وليست حملة عاطفية ، و علينا كناس ندعي الفهامة أن نقاطع رموز الإستكبار الفكرية والثقافية والاقتصادية بشكل دائم وليس في لحظة انفعال فقط ثم نرجع لروتيني اليومي ..
لنلاحظ الٱن ، إن نصف شبابنا يركب الموج ليل نهار ويعمل اللايفات وهو يغادر الوطن والفقر وبلاد الزفت .. إلى أين .. هل يغادر البلاد نحو مكة والمدينة حيث العدل الالهي والثروات تقسم بالقسط و الناس شبعانين وأنهار النبيذ وجنة المسلمين .. أكيد لاء ..
إنهم يهاجرون إلى بلاد الكفر حسب عقيدتنا حتى لو لم نصرح بها .. لكنها بلاد الخلاص والرزق والحياة الكريمة ..
ماذا ستقاطعون ولأية فترة .. ماهو نفسكم وتخطيطك أم هي جمهورية الفيسبوك و مارك الأمريكي الذي باستطاعته أن يعدمكم وكلامكم في خبطة زر واحدة و يسد باب الرحمة هذه في وجوهكم .. ونابينا عليه السلام .. نعم افرحوا قليلا بتغيير صور بروفايلاتكم .. لقد حررتم فلسطين حقا والقدس بصوركم تحت قبة الصخرة .. وغدا ستنشرون بروفايلاتكم ضد الاغتصاب و بعد غد ضد السرطان و لي بعدو تنشرون صوركم مع بناتكم تتحدون قال .. تفاؤل قال .. ثم تبتسمون لكورونا .. قال .. إنها الهرولة وفقط في اتجاه الجدار ..
من لا يستطيع إقامة العدالة والكرامة في بيته ..لن يستطيع إقامتها عند جيرانه …
نحن شعوب العواطف والأمزجة الساخنة والفورات .. كل بلادنا تطبع مع إسرائيل .. ثرواتنا اخذها ترامب .. أغلب أموال العرب تهرب لبنوك الغرب وفرنسا من بينها .. العرب يقتلون بعضهم بعضا ويحتاجون كل يوم مبعوثا غربيا كي يصالح بينهم ..
تمعنوا جيدا في ما وصلت إليه ليبيا .. بعد مقتل الرئيس القدافي .. اختفت الدولة وسيطرت الميليشيات تحت رايات لا إلاه إلا الله .. الإخوان والسلفيون والوهابيون وقطر وتركيا والسعودية والامارات وروسيا وفرنسا وامريكا .. وكلو تحت شعار لا الاه الا الله .. ضاعت دولة وشعب وثروات ومستقبل ومصير ..
أخشى أن يكون مصيرنا جميعا مصير ليبيا .. ونستمر في مكابراتنا الغبية ومواجهاتنا الدونكيشوتية .. بينما طريق الحل في مكان ٱخر ..
الٱخر سيبقى غريبا وأجنبيا ويمكن أن يكون عدوا ، هذا طبيعي .. لأنه غريب وأجنبي .. لأنها فرنسا ساركوزي التي قتلت القذافي لتسيطر على النفط .. لأنها أمريكا بوش التي احتلت بغداد لتسيطر على نفط العراق .. إنها أمريكا ترامب التي حلبت خمس مئاة مليار دولار من السعودية لمصلحة شعبها .. هذا منطقي في سنة صراع الدول والتاريخ ..
نحن المنهزمون يا سادة ..نحن الفاشلون يا سادة ..نحن من نحلم بحظ في القرعة الأمريكية الكندية لعلنا نصل جنة الغرب .. نحن من نحلم أن يدرس أبناؤنا في جامعات فرنسا وبريطانيا وألمانيا لأننا نعلم أن تعليمنا فاشل ومنحط وعقيم .. نحن من نسب الله والرب في كل زقاق وكل حين .. لكننا نغضب حين يسبه الٱخرون .. نسب القرٱن والرسول ونستهزئ به في كتبنا وفي تاريخنا وفي صحاحنا وفي سنتنا .. ألسنا نحن من نقول ان الرسول يضاجع كل نسائه في ليلة واحدة .. كيف .. هل هم كذبوا علينا أم هي أمهات كتبنا .. ألسنا من نقول ..
لن يفلح قوم ولوا أمرهم امرأة!! .. هاهي النساء تقود العالم وتفلح وتنجح .. أم ان معيار الفلاح هو بشار الاسد واوردوغان و حفتر والتبون والسيسي ومحمد ولد سلمان وبرهان السوداني .. السودان الذي حكمه البشير ثلاثين سنة وتحالف الترابي والاخوان وطبق الشريعة الإسلامية لينتهي كل شيء في حضن تل أبيب ، وقد قسم السودان إلى شمالي وجنوبي و دارفور تغلي لتنفصل بينما يقوم القوميون والشيوعيون والصوفيون واللافكريون بشيء سموه ثورة .. ثورة البرهان والنتيجة حضن صهيوني دافئ ..هيك الثورة والا فلا …يا سلام ..
نحن غاضبون للتصرف الأرعن يقينا للرئيس الفرنسي الذي لا يليق برئيس ولا بدولة فرنسا و شعارات العلمانية الثلات التي تمزقها الآن .. لكن نحن مسؤولون عما يقع أيضا ..
لنلقي نظرة سريعة على حجم التعاطف اللامعقول مع الشيشاني قاتل المعلم الفرنسي لنعرف أي مصيبة نحن فيها .. وأي مصائب تنتظرنا ؟
يجب أن نسائل أنفسنا ونواجهها مهما كانت النتيجة ؟ سنخلخل كثيرا مما نعتقده ثوابثا عندنا و هي يقينا ليست بثوابت .. لنتصالح مع ديننا ومع ربنا و مع رسولنا الكريم .. الذي لم يكن عنيفا ولا إرهابيا و لا لعانا ولا سبابا ولا سفاحا ولا قتالا .. من يريد أن يقيم دولة داعش في قلب برلين وباريز وضواحي بروكسيل فهو واهم و سينتهي به المطاف في سجون أوروبا و معها سيجني على ملايين المسلمين الذين يعيشون بأمن وأمان في بلاد الغرب ..
الغرب يتجه سياسيا نحو اليمين فهل جواب المسلمين هو العنف وعقيدة الولاء والبراء ودار الحرب ودار الكفر .. أم أن الجواب في ثقافة التعايش والقيم الإنسانية المشتركة ؟؟


شاهد أيضا

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.