مغربنا 1 جريدة إلكترونية مغربية


محمد ميرة:”إن مسألة وجود متآمـــــرين هي حقيقة موضوعية سواء أعجبتنا أم لا – ماو تسي تونغ-”.

Maghribona1 Maroc 

إن مقولة ماوتسي تونغ هذه تلخص كثيرا من الأمور ،فمسألة تواجد المتآمرين و المتربصين الذين يطوفون حول صحون المرق الساخن لم يكونوا في يوم من الأيام متوارين عن خلفية الصراعات ،و لا يمكن أن يكونوا كذلك بل تجدهم يصطفون في الصفوف الأمامية خصوصا حينما يتعلق الأمر بصراع حول قضية أو مسألة أو موضوع ما مهما علا شأن الصراع أو دنى ،فمن سيشعل فتيل المدافع غيرهم ؟ و من سيوقد سعير النار التي غالب ما تكتوي بها الساكنة ؟ خصوصا وأن أفعالهم الشيطانية هذه و إن كانت تبدو ظاهريا مجرد ردود أفعال ميكانيكية و انعكاسات مباشرة لسيكولوجيات مريضة إلا أنها تبقى بوعي أو دونه من أصحابها ،أفعال تخريبية بتخطيط مسبق إذ لا و لن  تصب إلا في اتجاه تمتين قبضة العدو الرئيسي و كنتيجة مباشرة ،إضعاف ساعد الطبقات الشعبية و هذا ما من شأنه تأبيد سياسات التهميش و التفقير و التجويع….و هنا تحديدا يظهر حجم التواطؤ المفضوح بين هؤلاء “المجيمعات ” التي و إن تعددت أعدادها و أشكالها إلا أنها تحتفظ بنفس الجوهر الانتهازي .
و على ضوء هذا المشهد المزدحم بالمتربصين و المتآمرين ،غياثة الغربية أصبحت مسرحا لفوضى عارمة اختلط فيها الحابل بالنابل …فأصبح أمر تمييز العدو من الصديق بالنسبة للمتتبعين أمرا صعبا و يكتنفه اللبس .
في العلن كما في السر، دائما هنالك رحى صراع دائرة بشكل سرمدي دون توقف و إن تغيرت الأطراف و الظروف وفق الشروط التي يمليها الواقع ….
اليوم و كما سبقت الاشارة لذلك، كامتداد للماضي في الحاضر ،تجري صراعات عديدة بتراب غياثة الغربية ،انقسمت إلى صراعات واضحة المعالم وملموسة على أرض الواقع تطفو مظاهرها فوق السطح  و أخرى تركض بالقعر السحيق  قلما يجري الحديث عنها إذ  تدور رحاها خلف الستائر المعتمة و الغرف المظلمة.
فمن  مجموع الصراعات المعلنة نستحضر ذلك الصراع القائم  بين  المجلس الجماعي للجماعة القروية لغياثة الغربية بقيادة الاتحاد الاشتراكي كطرف أول  و الرئيس المعزول بقرار وزير الداخلية كطرف ثان ،و كل ما صاحب ذلك  من لغط …. حيث أصبح الصوت الناتج عن تلك الفرقعات لا يحتمل… ، بل و تجاوز الأمر ذلك بأن صار غطاء و فزاعة قش  يخفي خلفه عديد الأمور و القضايا.لكن هذه الفقاعة الصابونية التي نفخ فيها البعض و راهنوا عليها  ما لبثت إلا قليلا ….
أما ما خفي من صراع  فيمكن اختزاله في الحرب الطاحنة  بين التحالف المشكل من السلطة الاقليمية و المحلية بإيعاز من أيادي نافدة بالإقليم (كطرف أول)  و الاتحاديون (كطرف ثان ) على أرضية سياسية محضة عصبها الرئيس الاستحقاقات البرلمانية المقبلة التي يهدف البعض من خلالها إلى إعادة رسم وتشكيل خريطة الاقليم السياسية وفق مقاس الذي يرضيهم و يلبي  نزواتهم و رغباتهم و مطامعهم السياسوية الرخيصة ،و حيث أن هذا الصراع الاخير  عادة ما يدور بعيدا عن الأنظار ولا يجد الاهتمام الكافي من طرف الساكنة ولا يتوقف عنده الكثيرون ،إلا النزر القليل من المتتبعين للشأن المحلي و الغيورين على مصلحة البلد ، كان لزاما علينا من موقعنا كمتتبعين و غيورين على مصلحة الساكنة و البلد بشكل عام أن نقدم بعض التوضيحات بهذا الصدد … فالفوضى العارمة التي نشهدها اليوم و التي خلفت و لا تزال زوبعة   النقع عاصف تلك  لن يتناطح كبشان حول موضوع كونها تحمل في طياتها تراكمات كمية عميقة  قادمة من الماضي و إذا كانت اليوم قد حطت رحالها بالشكل الذي أصبح الكل يعرفه  فإنها ستتجه دون ريب نحو المستقبل في صورة تترجم حرفيا مبادئ التطور وفق خط حلزوني تضم فيه الحلقات الجديد تلك القديمة ….  فاحتدام الصراع بين الأوضاع و التناقضات بين الجديد والقديم والذي يجري بأشكال ومستويات مختلفة،خلف جو مشحون تسوده الضبابية  فانحرف كثيرون بوعي أو دون وعي نحو منزلقات خطيرة و ممارسات أقل ما يقال عنها صبيانية ضاربين بعرض الحائط أخلاقيات الممارسة السياسية و في هذا الصدد نسجل أن كثيرا من الجهات أصبح شغلها الشاغل شيطنة الاتحاديين عن طريق تشويه هذا الصراع وتحريفه وخلط جميع الأوراق أمام الساكنة  عبر سياسات ذر الرماد في العيون و الاتجاه نحو الإعلاء من شأن الاختلافات السياسية بين الاتحاديين و الرئيس المعزول وهذا الموضوع بالضبط لن يكون سوى المطية أو الدابة التي ستركبها الجهات التي  يزعجها و يقض مضجعها  تواجد الاتحاديين بالمنطقة و تحديدا شعبية الحزب  التي اتخذت خط  تصاعديا على منحنى التطور  عبر ربوع الإقليم و ما تلاه كنتيجة حتمية  من  الاحتضان الشعبي للفكرة الاتحادية  في رمتها  و هدا تحديدا ما جعل المتربصين بحزب الاتحاد الاشتراكي للقوات الشعبية يدخلون في حالة من الهيجان بلغـت  حد السعار …
و كي لا نكون كمجموعة غوغائيين لا يصدر منا سوى  أصوات الجعجعة بدون طحين ،و كي لا  نصير كأصحاب المزامير المبحوحة و الطبول الجوفاء و الذين كلما حركوا  أقلامهم المأجورة إلا و تدفق حبرهم المسموم كراهية  بدون توقف و كلما فتحو ثغورهم إلا و انتشرت روائح نتنة تزكم الأنوف من أثر ما تحله من حقد على التجربة السياسية لحزب الاتحاد الاشتراكي للقوات الشعبية و كل مناضليه ….
وتفاديا لخلل التأويل أو إساءة الفهم  و استنادا للمنطق السليم نجزم بأن  الصراع بكل تعقيداته وتعدد أبعاده ، يجب ان يتم في سياق وعلى أساس التناقض الرئيسي للعدو الاول  للساكنة و الاتحاديين و الذي لا يدخر من جهود أو قوة  في اتجاه عرقلة العمل السياسي لحزب الاتحاد الاشتراكي عبر سياسات قمة في الخبث ، وعليه فإن ما ينطوي عليه هذا تحليل من تعميم يشمل الجميع و ليس الرئيس المخلوع لوحده إلا انه لا يساوي شيء امام العدو الرئيسي .
 و لذلك ما يجب أن تعرفه ساكنة غياثة  الغربية بأن العدو الحقيقي الذي يحارب قطار التنمية و الترسيخ قيم الديمقراطية و الحرية هو العامل نفسه ،و بتالي يجب ان يكون الصراع بشكل افقي مع القوى التي يزعجها تواجد الاتحاديين بالإقليم و مواجهتها على جميع المستويات … و توحيد الصفوف و تعبئة الساكنة  من اجل النضال الراقي  لمواجهة هذا العبث و الاستهتار بحقوق الساكنة عامة و ليتحمل عامل الاقليم  و مناوراته و جوقته تداعيات هذه التصرفات.

Maghribona1 Maroc 



شاهد أيضا

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.