مغربنا 1 جريدة إلكترونية مغربية


البوزيدي.. الحالة الوبائية بالمغرب أصبحت تدعو للقلق أكثر من أي وقت مضى وأن القادم أسوء

Maghribona1 Maroc ـ متابعة

اعتبر جمال البوزيدي، الطبيب الاختصاصي في الأمراض الصدرية والحساسية والمناعة ورئيس العصبة المغربية لمحاربة السل والأمراض التنفسية، أن الحالة الوبائية بالمغرب أصبحت تدعو للقلق أكثر من أي وقت مضى وأن القادم أسوء، مبرزا بالقول “في السابق كنا نقول أن الوضعية تحت السيطرة والفعل كانت كذلك، إلا أن الانتصار سرعان ما تحول إلى هزيمة نكراء”.

وأوضح البوزيدي  أن المغرب بقيادة الملك تمكن من الاصطفاف إلى جانب دول كبرى على غرار الصين واليابان وكوريا الجنوبية وألمانيا لمواجهة فيروس “كوفيد1″، مسترسلا “إلا أن جهل بعض الناس الذين ما فتئوا ينكرون وجود الجائحة وتهاون آخرين في احترامهم الإجراءات الوقائية ساهم في تدهور الوضعية، خاصة في الآونة الأخيرة من رفع الحجر الصحي وفترة العيد التي كما هو معلوم تعرف حركة دؤوبة للمغاربة لزيارة عائلاتهم والاختلاط بهم”.

وأضاف المتحدث أن من بين الإشكالات المطروحة والمساهمة في انتشار أوسع للفيروس، كون أن عدد كبير من الناس لديهم خلط في المفاهيم الوبائية أو حتى بين رفع الحجر الصحي وانتهاء الفيروس، بمعنى أنهم يظنون أن الدولة عندما خولت للمغاربة الخروج وإنقاذ الاقتصاد، ظنوا أن “كورونا” لم تعد موجودة” وهذا أمر لا أساس له من الصحة، لأن الدولة قامت بما يتوجب عليها، حيث فضلت احتواء المرض وحفظ الصحة العامة على حساب الاقتصاد، لكن في هذه المرحلة وجب النهوض بهذا الآخير والقيام بتوازن ما بين الصحة والاقتصاد.

وشدد البوزيدي على أن عدم احترام التباعد الجسدي ومسافة الأمان وارتداء الكمامة بطريقة صحيحة وعدم الاختلاط سيصعب الأمر على الدولة لاحتواء الجائحة التي لا تزال تعد بسيناريوهات أسوء، وهو ما يفسر الارتفاع المهول في عدد الإصابات الذي أصبحت تتجاوز 100 حالة في اليوم، مطالبا المسؤولين بفرض عقوبات زجرية تتمثل في تأدية الغرامات على كل مخالف لحالة الطوارئ الصحية التي تمر منها البلاد لأن حرية الفرد تنتهي عندما تمس حرية الآخرين.

ويرى الطبيب الأخصائي في الأمراض التنفسية، أن المرض على عكس ما يستهين به الكثيرون، مرض صعب فحتى بعد الشفاء منه فهو يترك أعراض جانبية ومضاعفات سلبية من قبيل التشمع الرئوي، حيث تتلف أنسجة الرئة وتندب مما يجعل من الصعب على الرئتين أداء وظيفتيهما، كما أن الشفاء من المرض يمكن أن يتسبب بفقدان البصر لدى البعض، وهو أمر توصلت إليه بعض الدول كبلجيكا.

وبخصوص ارتفاع عدد الوفيات الذي بدأ يسجلها المغرب في الأيام الأخيرة، أورد البوزيدي أن الأمر رهين بارتفاع عدد الإصابات، فكلما ارتفعت أرقام المصابين كلما وجدنا أناسا مناعتهم ضئيلة ولديهم أمراض مزمنة وبالتالي إمكانية حدوث الوفاة تصبح هي الأخرى مرتفعة، وكل ذلك في ظل غياب أي دواء أو لقاح فعال رغم مرور ما يقارب 8 أشهر على ظهور الوباء، مشيرا إلى أن “أي لقاح محتمل يمر من عدة دراسات وتجارب قد تأخذ الكثير من الوقت لمعرفة مدى نجاعته وعدم إحداثه مضاعفات جانبية على الصحة”.

وأكد المتحدث أن الحل الوحيد الآن هو كسر سلسلة الفيروس، علما أن المغرب لا يزال في مرحلة الموجة الأولى من الجائحة، مبرزا في ذات الوقت أنه يتوقع حدوث موجة ثانية ستكون تداعياتها أخطر بكثير، مستدلا بجائحة الإنفلونزا الإسبانية التي عرفها العالم في القرن الماضي، حيث قال إنها عرفت 3 موجات، لكن ملايين الناس توفوا في الموجة الثانية حينما ظنوا أن المرض انتهى وعادوا للحياة القديمة، وبالتالي وجب على الجميع أخذ الأمور بجدية كبيرة.



شاهد أيضا

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.